شكوى تتكرر على لسان بعض الأمهات، يشاهدن الطفل يغش في لعبه مع أخوته وأصدقائه، يخفى الرسائل غير الجيدة عنه، معلمته تشكو منه ينظر إلى ورق جاره.. ومرات يغش في الأرقام، وإن تحدث عن نفسه رفع من قدرها على حساب التقليل من شأن الآخرين.
عادة الغش التي تنتاب بعض الأطفال، وتشكو منها الأمهات، تشكل نسبة لا يستهان بها في عيادات الطب النفسي...خوفا من أن تتحول إلى إدمان للكذب، وما يتلو ذلك من توابع سلوكية ونفسية سيئة على الطفل والأسرة معا، وأسباب هذه العادة تنحصر في عدة نقاط.
ـ ربما كان يقلد كباراً شاهدهم أمامه يمارسون الغش في حياتهم.
ـ عدم تنمية الوعي الديني ومراقبة الله سبحانه بقلبه، وعدم إيقاظ ضميره الحي..بتوضيح معناه ووظيفته.
ـ أحياناً يغش ليكسب مالاً نتيجة لحالة الأسرة الإقتصادية السيئة.
ـ يحكي عن نفسه أمجاداً وبطولات غير حقيقية لشعوره بالنقص، وحاجته للمرح وتحقيق مكانة مُحببة في نفوس من حوله.
ـ يغش الطفل أحياناً كثيرة ويلوي الحقائق، ليحصل على رضا والديه اللذين دائما ما يقارننه بأخوته أو غيرهم...ممن يحققون تقدماً متميزاً في الدراسة، في مقابل التحقير من شأنه والضغط عليه ليتفوق.
ـ المدرسة والمعلمون لهم أيضا دورهم، وربما ساعدت الأسرة في تنمية عادة الغش لدى طفلها، بتوجيه المدرسين والإداريين لمساعدته في الإمتحان، وسؤال الابن بعد كل إمتحان: هل ساعدتك المعلمة؟
فيما يلي طرح لعدة طرق للمعالجة ومواجهة هذا الخطر الذي يمكن أن يمنع وجود جيل من الشباب الوفي القادر على حماية الوطن:
1= لابد من مصارحة الطفل بالحوار وأسلوب القصة والموقف لتوصيل معلومة...إن الغش عادة مرفوضة ينفر منها الناس، وعقابها كبير في الدنيا والآخرة.
2= تعريفه أن كل عمل فيه المهزوم والمنتصر، وأن الحياة تضم الناجح والراسب، وعلى المهزوم أن يأخذ من فشله حافزا للنجاح، وتوضيح أن العيب ليس في الفشل إنما في الإستسلام له.
3= راقبيه بطريق غير مباشر، وتأكدي مما ينقله لك من أخبار عن مدرسيه أو زملائه أو غير ذلك، للتأكد من قوله للحقيقة.
4= إبتعدي عن عقاب طفلك والمزيد منه أن تأخر دراسياً، أو أخطأ سلوكياً حتى لا يضطر للغش والتزوير خوفاً منك.
5= وفري له القدوة الحسنة في البيت ، فالوالد لا يغش ولا يقول غير الحقيقة، والأم لاتزور في الحسابات حتى تقنع طفلها أو زوجها بضخامة المصروفات.
6= لا تقارنيه بأحد على الإطلاق، وشاركيه بعض لعبه حتى تغرسي في قلبه عمليا عدم الغش في اللعب.
7= عالجي بالحكمة والهدوء ما قد يحدث من أخطاء لطفلك أو معلمي المدرسة فيما يحدث فيها من غش، ورضائهم عنه في بعض الأحيان.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.